تجربتي في علاج خشونة الركبة: العلاج التحفظي أفضل أم الجراحة؟
نوبات من الألم الشديد في أثناء الحركة، لا سيما عند المشي في الطرق الوعرة، وتورم الركبة وانتفاخها، مع صوت “طقطقة” يصدر منها يرصده المريض عند الركوع أو السجود في أثناء أداء الصلاة، هذه هي الأعراض التي تنغص حياة مرضى خشونة الركبة، وتمنعهم من الحركة بطريقة طبيعية في بعض الحالات المرضية المتقدمة.
وهنا يتساءل المصابون: هل من الأفضل أن تعتمد تجربتي في علاج خشونة الركبة على أساليب العلاج التحفظية، أم يستدعي الأمر اللجوء إلى تدخلات جراحية دقيقة؟ نوافيكم بالتفاصيل خلال سطور مقالنا هذا.
تعريف مرض خشونة الركبة وأسباب الإصابة به
لطالما ارتبط مرض خشونة الركبة (Knee osteoarthritis) في أذهان عموم الناس بالتقدم في السن، إلا أنه صار شائعًا بين الشباب خلال السنوات القليلة الماضية، فقد أشارت الإحصائيات إلى أن نحو ١٦٪ من مرضى خشونة الركبة حول العالم تقل أعمارهم عن الأربعين عامًا.
وتؤدي الإصابة بذلك المرض إلى تآكل سطح الغضاريف اللينة التي تعزل سطح العظام المكونة لمفصل الركبة عن بعضها، وهو الأمر الذي يسبب زيادة احتكاك بعضها البعض، ومن ثمّ تآكلها وتشوّه شكلها التشريحي بمرور الوقت.
أسباب المرض ما بين العادات اليومية والعوامل الوراثية
تُصيب خشونة الركبة الأشخاص لأسباب عدة، منها ما يتعلق بأسلوب الحياة اليومية، كالوقوف ساعات عدة دون الحصول على راحة، والمشي مسافات طويلة يوميًا في طرق ذات تضاريس وعرة.
إن إدخال الشخص هذه العادات إلى نمط حياته اليومي يستهلك غضاريف مفصل المركبة، ويزيد احتمالات إصابته بالخشونة، خاصةً إذا امتلك عاملًا وراثيًا يرتبط بالإصابة بهذا المرض.
أعراض مؤرقة ظهرت قبل بدء تجربتي في علاج خشونة الركبة
يشكو مرضى خشونة الركبة أعراض عدة مزعجة تؤثر سلبيًا في جودة حياتهم، أبرزها ألم الركبة الذي تشتد حدته عند المشي والركض، وصعود السلالم ونزولها، أو خلال الركوع والسجود في أثناء أداء الصلوات، ذلك إلى جانب تورّم الركبة وصدور صوت “طقطقة” عند ثنيها وتحريكها.
وفي محاولة من أولئك المرضى لتحجيم شدة ما يشعرون به من آلام، فهم يستخدمون مسكنات الألم التي تُصرَف من الصيدليات دون “روشتة” طبية، وينتهي بهم المطاف إلى الحصول على نتائج مؤقتة فيما يتعلق بتسكين الألم فقط لا الشفاء من المرض نفسه.
وتسهم تلك الأدوية في تسكين الألم فترات محدودة، وبمجرد أن يتخلص الجسم من المواد الدوائية الموجودة به، تعود نوبات الألم مُجددًا، وتستمر أعراض المرض لأن سبب الخشونة الرئيس ما زال باقيًا.
تجربتي في علاج خشونة الركبة الطفيفة: التشخيص المبكر يجنب المرضى الخضوع للجراحة
تتطور مراحل خشونة الركبة تدريجيًا بداية من المرحلة الطفيفة، مرورًا بالمتوسطة، ونهايةً بالشديدة التي تؤدي إلى تشوه المفصل وتآكل عظامه. ومن أجل تفادي تطور مراحل ذلك المرض، والحفاظ على المفصل بحالة قريبة من حالته الطبيعية، يجب على المريض استشارة طبيب العظام فور مجابهة أعراض خشونة الركبة، فتشخيص أمراض المفاصل في مراحلها الأوليّة يجعل من وسائل العلاج التحفظي -التي لا تعتمد على الجراحات- حلًا فعالًا للسيطرة عليها والحد من مضاعفاتها.
وتشتمل وسائل علاج خشونة الركبة بدون جراحة على ممارسة بعض التمارين التي تهدف إلى تقوية عضلات الفخذين، فتكون قادرة على تحمّل جزء كبير من وزن الجسم بدلًا من أن يتحمله مفصل الركبة، ذلك إلى جانب:
- ارتداء دعامات الركبة (الأربطة الضاغطة) فترة يحددها الطبيب.
- الحقن الموضعي في المفصل.
- تطبيق الكمادات الباردة والساخنة على الركبة، فالباردة تحد من التورم، والساخنة تُخفف الألم.
- العمل على إنقاص الوزن الزائد لتخفيف الحِمْل عن الركبة.
علاج خشونة الركبة بدون جراحة ليس أمرًا متاحًا لجميع الحالات المرضية
إنّ إمكانية علاج خشونة الركبة بدون جراحة -بمختلف درجات تقدّمها- أمر لم تأتِ به أي دراسات علمية، فلكل مرحلة من مراحل هذا المرض الأسلوب العلاجي المناسب الذي يساعد المريض على التعافي منه واستعادة حالة المفصل الطبيعية.
وقد نجد أحد المرضى يقص تفاصيل رحلته العلاجية موضحًا: “تضمنت تجربتي في علاج خشونة الركبة ممارسة تمارين علاجية تُقوي عضلات الفخذ وتحسن مستوى الاتزان”، بينما تجد مريضًا آخر يحكي عن تفاصيل تجربته مع إحدى التدخلات الجراحية في مفصل الركبة.
ويلجأ أطباء جراحة العظام إلى التدخلات الجراحية لعلاج حالات خشونة الركبة الشديدة ذات المراحل المتأخرة التي أدت إلى تشوه عظام المفصل وتآكلها، وتسببت في تَكوُّن نتوءات عظمية به، وجميعها أمور تعيق المرضى عن الحركة بطريقة سليمة.
وغالبًا تعتمد تلك الجراحات على استئصال النتوءات العظمية باستخدام المناظير الدقيقة، أو استبدال مفصل الركبة استبدالًا كاملًا أو جزئيًا عبر الاستعانة بمفاصل صناعية تؤخذ قياساتها وأبعادها في أثناء تحضيرات ما قبل الجراحة.
هذا هو الحال إن اعتمدت تجربتي في علاج خشونة الركبة على الجراحة
أكدت إحصائيات موقع “بيو-ميد” (BioMed) أن قرابة 60% من المرضى يعانون أرقًا وخوفًا شديدين قبل الخضوع للجراحات، وبناءًا على ذلك، من المتوقع أن يشعر مريض خشونة الركبة بالقلق إن قرر طبيب جراحة العظام القائم على حالته إجراء جراحة دقيقة في الركبة من أجل علاج مشكلة الخشونة، ففي هذا الحال سوف يشعر بالقلق تجاه نتائج الجراحة العلاجية وآثارها الجانبية نظرًا لاعتمادها على فنيّات جراحية دقيقة.
لكننا اليوم نوجه رسالة لنطمئن كل من هم بصدد الخضوع لجراحات استئصال نتوءات الركبة العظمية، أو جراحات الاستبدال الجزئي/الكلي للمفصل، مضمونها أن نتائج كافة تلك الجراحات جيدة طالما أجريت للمريض المناسب بعد تحضيره للعملية وتشخيص حالته بدقة على أيدي طبيب ماهر ومتخصص.
فبعد الخضوع للجراحة الملائمة، تختفي نوبات الألم، ويستعيد المفصل مرونته تدريجيًا خلال مرحلة الاستشفاء عبر برامج التأهيل المخصصة، ما يساعد المرضى على العودة إلى نمط حياتهم المعتاد، وممارسة الأنشطة اليومية بلا آلام أو منغصات.
وفي الأخير، ننصح بتجنب المشي اليومي لمسافات طويلة، ونؤكد على ضرورة الانتباه إلى طبيعة تضاريس الطريق قبل ممارسة رياضة المشي عليه، فلا ينبغي للشخص أن يهمل سلامة مفاصله فيرفض استخدام وسائل المواصلات لمساعدته على التنقل عبر المسافات الطويلة، أو يتجاهل نصائح الأطباء، ثم يشكو آلام خشونة الركبة ومضاعفاتها!
ويمكنك الاستعانة بخبرات افضل دكتور لعلاج خشونة الركبة لتشخيص حالتك فور ملاحظة أي من أعراضها، فاللجوء لأفضل الأطباء يزيد فرص الحصول على تشخيص دقيق وسليم، وهو ما يتم عبر الاستعانة بأحدث أجهزة الرنين المغناطيسي والأشعة السينية، ومن ثمّ بدء بروتوكول علاجي مناسب للحالة يعتمد على تطبيق تقنيات الحقن الموضعي، أو جراحات مناظير الركبة الدقيقة.